الأربعاء، 7 أبريل 2010

أراك مستعجلة اليوم سيدتي...ما تعودت هكذا أن أراك...تتأمّلين عقارب الساعة بحذر حتى لا أسألك السبب...قد أكون ساذجا سيدتي و لكن لست الى هذه الدرجة من الغباء...علّك أخطأت في المجئ أو كان يجب أن تأتي باكرا لتستطيعي الرحيل باكرا.... أولم يكن من الأحسن لو أنّك لم تحضري ..فقط هاتف يكفيني منه اعتذارك ..حججك واهية و لحبّي الكبير أصدّق أتفهها..و لكن بما كنت ستتحججين...مريضة ؟ كنت سأزورك....مشغولة؟ كنت سأساعدك ...ضجره ؟ و الله كنت سأضحكك....فبما ستتحججين؟ أحسست توترك لحظة رأيتك ..حتى عيناك اليوم تتهرب من عيوني ..مساكين هي تلك العيون مخنوقة بقيودك ..و رغم الحصار لمّحت لي ... لم أشأ السؤال حتى لا أخون عهدي مع عيناك .. تركتك على راحتك ... بادرت لك بالكلام حين لازم الصمت فمك...حكيت و حكيت و أنت لا شئ غير الحركات و الجواب المحتوم ... لا تقلقي فلست فضاّ..سأتحجج مكانك و أدّعي أنّني على عجالة من أمري ...سامحيني سيدتي كنت أتمنى قضاء الوقت الكثير صحبتك و لكن لم يكن هذا في الحسبان ...أرجوك ..سأعوضك يوما آخر و لكن لا تغضبي ... سأرحل سيدتي و حين ألتقيك مرة أخرى أرجوا أن لا تكوني على عجل.

الأحد، 4 أبريل 2010

أغضبتها .. أسلت دموعها..جرحت قلبها..آلمت روحها..رحلت عنها قبل حتى أن تفكر رحيلها...جبت الدنيا بربوعها...حلّقت طويلا في سمائها...قابلت في رحلتي حلاوة المغامرة و مرّها...و عرفت خلقا بأفكار يصعب شرحها...و رغم كل هذا لم أفكّر في غدرها...وحين أعياني السفر عدت مخدعها... رأيتها...توسّلتها...و لأني أعرف قلبها حظيت بحضنها...أجلستني ...حدّقت في عيوني...و قالت كم اشتقت لحزنهما و قسوتهما....احكي لي عن رحلتك و ما جرى في مغامرتك...سردت حكايتي و تابعتني تارة بابتسامتها و تارة بحزنها...وكلما فتحت بابا كثرت أسئلتها... قالت احكي لي عن شوقك لي و عن حبك لي و عن اخلاصك لي و ما أرجعك لي.... كانت تعرف أني أحبّها و لكنها قالت ليطمئن قلبي كما يطمئن قلب الأم على ولدها.... عرفت في صميمها أنه يستحيل أن أخدعها ...فلا حاجة في نفسي لغيرها...ورغم هذا طغت عليها شكوكها .... وجاءت أيام أخرى غبت فيها و الله وحده يعلم أني كنت مجبرا في غيابها....رجعت لأجد خطابها فيه لومها و غضبها ...و لم يحزني ما لقيت لأنّي تعوّدت كلامها...و لكن ما أحزنني كان سيحزن حتى أعدائي و أعدائها....أحزنني حين وجدت كهلا في ضيافتها...لا يهمني كيف وجدته أو كيف وجدها..و لا متى كان لقاءهما...أدهشني ما رأيت ...أأصبح هذا الكهل أسدها....لم أبكي و لم أضحك و لكن عدت راضيا لأني لم أكن من خدعها... عرفت مقدار أخطائي معها و لم أندم لأني أعرف أنها من كبرياء حريتي التي لم أستطع اعطاءها و أن الله بدعائي قد يغفرها....و لكن هل عرفت هي ذنبها الوحيد الذي تلاشت أمامه جميع أخطائي و الذي أسأل الله أن يغفره لها و يرحمها.